التسويق في العوالم الموازية

فبراير 22, 2024

“في فخ غريب وقعنا في عالم الأرقام ضعنا”

تبدوا لك هذه الكلمات مألوفة بطريقة ما؟ تقدر تلحّنها وأنت تقرأ الكلمات؟

تتكلم الأغنية عن بطل يعيش بين عالمين وفيه يتحدّى الصعاب والمخاطر ويكوّن صداقات عميقة مع كائنات رقميّة من عالم موازي، نعم نحن أبطال الديجيتال في هذا البُعد الزمني. من الطفولة أبصرنا معنى مبسّط لعالم الديجيتال، عالم مختلف يقع في بُعد موازي لعالمنا يعيش فيه البطل بنسخه المختلفة بقدرات لا محدودة. لكن ماذا لو كان هذا في الواقع حقيقيا؟ أن تكون أنت بنسخك المتعدّدة في أبعاد أخرى متوازية ولديك ملايين الخيارات بانتظارك!

البُعد الأول: العوالم المتوازية للبراند

نعتقد في الغالب أنّنا نعيش في بُعد زمنيّ واحد، بينما يثبت العلماء عكس ذلك عن طريق «نظرية العوالم المتعدّدة». وهي نظرية فيزيائية فلسفية تشرح أنه هناك عوالم أخرى تعيش فيها نسخ أخرى من كل شخص فينا.

هذه العوالم قد تتطابق مع عالمنا الواقعي أو تختلف بدرجات متفاوتة.

يروي لنا الكاتب والمؤلف البريطاني مات هيج في روايته الشهيرة “مكتبة منتصف الليل” عن نورا فتاة عادية تعيش حياة مملة، في ظهيرة يوم عادي استيقظت فجأة وسط مكتبة، ووسط ربكتها جاءت إليها السيدة “إلم” أمينة المكتبة وقالت لها :

“هناك بين الحياة والموت توجد مكتبة، وفي هذه المكتبة تمتد الرفوف بلا نهاية، كلّ كتاب يمنح فرصة لتجربة حياة أخرى لاستكشاف ما يمكن أن يحدث.”

كذلك البراند يمر بعدّة نسخ مترابطة بشكل أو بآخر، تواجده بنسخته الرقمية أشبه بزيارة عوالم متعدّدة تكسبه مهارة التوسّع والخلود، وبرضو الانتقال من عالم لآخر بكل سهولة. ولنفترض هنا إنه هذه العوالم هي تسجيد لتطبيقات التواصل الاجتماعي بمختلف أطيافها.

استخدام التسويق الإلكتروني هو المفتاح.

 

البعد الثاني: تعريف التسويق الرقمي اليوم

في عالمنا المعاصر، التسويق الرقمي هو أحدث الطرق لتشجيع الناس على شراء منتج ما أو خدمة من خلاله، نقدر نوصل لأكبر شريحة من الجمهور ونبني علاقة قوية معهم.

هذا النوع من التسويق لا يتحقق فقط من خلال موقع إلكتروني، لا هو عالم كبير من التطبيقات، وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات المخصصة.

أهم ما يميز التسويق الرقمي هو قدرته على تعزيز صورة البراند في عقل عميلك المثالي ويتيح  التفاعل المباشر مع العملاء، فهم الشريك الأساسي لنجاح مشروعك.

البعد الثالث: ليش مهم تستثمر في التسويق الرقمي في بدايات مشروعك؟

هنا ٣ نقاط مهمّة ذكرها مختص التسويق الرقمي حاتم الكاملي في إحدى حلقات بودكاست سوالف بزنس برعاية ثمانية،

بعنوان «سالفة التسويق الرقمي وكيف تسوّق لمشروعك صح»:

١- حدد الهدف الرئيسي من عملية التسويق

٢- اكتشف ما هي أفضل منصّة لك وتعلّم من تجارب وأخطاء غيرك

٣- اتخّذ التسوين المرن Lean Marketing منهج لك خصوصا في البدايات تفاديا للخسارات الكبيرة

فالتسويق الرقمي في نهاية المطاف هو أداة ووسيلة فّعالة لتعزيز ورفع الوعي بعلامتك التجارية، وهو استثمار طويل المدى خصوصا إذا كنت من أصحاب المشاريع الناشئة، بدون تعزيز لهوية وصورة البراند معدّل نموّك يكون شاقا وبطيئا وينعكس ذلك على معدّل أرباحك.

البعد الرابع: مستقبل التسويق الرقمي

يصرّح عرّاب التسويق سيث جودين أن مواكبة أحدث التطوّات في عالم التسويق مهمة كل صاحب مشروع، فمع موجة التطوّر الرقمي تتيح لنا التكنولوجيا القدرة على القيام بالأعمال اللي كان يتطلبها من قبل توظيف العديد من الموظفين واستثمار مبالغ ضخمة من رأس المال، لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي اليوم اصبح عندنا الإمكانية لتسريع هذه الخاصيّة وبتكلفة أقل.

 

التسويق الرقمي جزء لا يتجزّأ من واقعنا اليوم، لكن نذكّرك بإن المتحكم النهائي في نجاحك أو فشلك هو أنت، “الإنسان” خلف كل هذا الزخم التكنولوجي، أنت هو مركز القرارات الرئيسي، تقف الآن أمام اختيارات متعدّدة لا نهائية، بيدّك القرار إنك تبقى في هذا البُعد أو تسافر لأبعاد أخرى تستكشف ملايين الاحتمالات بانتظارك! وإذا كنت متردّد في السفر أو تحتاج مرشد في رحلتك نحن على بُعد مكالمة واحدة…